السبت، 27 أبريل 2013

بين التعليم والترفيه..

 




التعليمُ والترفيه لفظان مختلفان في المعنى والدلالة، فالتعليم لفظٌ يوحي بالجدية والمنهجية والانتظام، والترفيه لفظٌ تعودنا أن يوحي إلينا بالعفويةِ والمرح الذي تقل فيه الفائدةُ، والضحكات العالية التي تفيضُ بالسعادة والبهجة، ونلاحظ أنَّ البعضَ يسرع إليه الملل بعد قليل من الوقت في التعلم، ولا يمل من الساعاتِ والأيام الطوال يصرفُها في الترفيهِ والترويج عن النفس باللعب والرَّحلات.
ولو سألنا هؤلاء عن أمرِهم لاشتكى بعضُهم من صرامةِ أساليب التعليم وجفافها، وقلة صبرهم عليها، ولأخبرونا بأنهم يتمنون أن يكون التعليمُ مقترنًا وممزوجًا بالترفيه، هذه الأمنيةُ قد تغضبُ البعض من أنصارِ الجدية والتعليم المنهجي بأنماطِه المألوفة، ولكنَّ غضبَ هؤلاء وتخوفهم لا يعني بحالٍ من الأحولِ أنَّ هذه الأمنيةَ مستحيلة، أو أنها من أماني الكسالى، الذين ضعفت عزائمُهم وقصرت هممُهم في طلب العلم ومعالي الأمور.
في هذا المقالِ سوف نبحث أسلوبًا حديثًا من أساليب التعليم؛ وهو التعليم من خلالِ الترفيه، وهذا الأسلوبُ سوف يجعلنا ندرك أنَّ أولئك النفر الذي تمنوا اقترانَ التعليم بالترفيه كان لهم بعضُ الحق في أمنيتهم، ويختلف هذا الأسلوبُ عن المألوفِ من طرُق التعليم؛ بأنه يقدِّمُ ويعرض المادة الدِّراسيَّة والفائدة العلمية في ثوبٍ جديد تقبل عليه النفوسُ وتحبه، وهو الترفيه واللعب والمرح.
كمثال لهذا الأسلوب يحتاجُه الآباء في الإجازاتِ المدرسية، هو المتاحف والمعارض العلمية التي تحوي ألعابًا عدة، تعلم الأطفالَ والكبار بأسلوبٍ مرح ولطيف كثيرًا من القواعدِ والنظريات العلمية في فنون وعلوم مختلفة، وإذا لاحظنا الأطفالَ حال زيارتهم للمتاحفِ والمعارض العلمية نجدُهم وقد تملكهم اهتمامٌ وحرص شديدان، يشوبهما مرحٌ وبهجة وحبور، إنهم يتعلمون بسعادةٍ لا يعكر صفوَها بعض المواد الدراسية معقدة التركيب التي تتعبُ في شرحِها المعلمين، ويتعب في فهمها الطُّلاب. إنَّ التعليم من أعقدِ المهن وأصعبها، وتكمن صعوبةُ التعليم في التحدي الكبير الذي يواجهه كلُّ معلم في تيسير المواد الدراسية وإقناع الطلاب بفائدتها وأهميتها، إنَّ التعليم والترفيه ليس بينهما تضاد في كلِّ الأحيان، بل قد يخدمُ الترفيهُ واللَّعبُ التعليمَ.


مشاركة: سارة اليحيى..

هناك تعليق واحد:

  1. هذا صحيح فالتعليم الجاد لا يعني غرس الخوف في نفوسِ الناشئة، إنَّ التعليم في أصلِه متعة ولذة فيها حب الاكتشاف مخلوط بالفرحِ الناتج عن الفهم، ما أجملها من أمنيةٍ إذا تحققت! أن توفِّرَ المنشآتُ التعليمية والإعلامية هذا الجوَّ من الترفيه المعلم الذي يحبِّبُ العلوم للناشئة ويرغبهم في الاستزادة منها، خصوصًا في الإجازات المدرسية التي تتحدَّى الآباء والأمهات بطولِها، إنَّ هذا الأسلوب قادرٌ على بناءِ جيلٍ يتعلم بمرح وبهجة، ويجعل همه الوحيد العلم للفهم لا العلم لاجتياز الامتحانات.

    ردحذف